الهلال- حقائق بالأرقام تسكت البكائين وتوقف نحيبهم.
المؤلف: فهد البندر08.09.2025

ينوحون ويتباكون بحرقة، غير مدركين علة هذا النواح الصاخب. يوزعون الاتهامات ببذخ، دون تبصر أو دليل، تجاه اليمين والشمال. ينتقصون من قدر إنجازات بطل حقيقي متألق، بل يرمونه بالعيوب ظلماً، ويزعمون أن انتصاراته غير جديرة بالتقدير. لا توجد أسباب جلية أو حجج منطقية، بل مجرد تفاهات يقودون بها البسطاء من جمهورهم. كل هذا العبث يحدث بعد أن أعلنت لجنة توثيق البطولات الحقائق الناصعة التي كانت واضحة للعيان منذ البداية.
يحضر ذلك اللقاء رجل الرياضة الأول، ذو الخلق الرفيع، الذي أجمعت جماهير كرة القدم في ربوع الوطن على محبته وتقديره واحترامه. تسمح اللجنة للإعلاميين التابعين لهم بالحضور، فيصبرون على حماقاتهم، ويسايرونهم، ويتعاملون معهم بلطف وتسامح، رغم ما يثيرونه من منغصات وإزعاج للحضور، بلغتهم الفظة وتعصبهم الأعمى الذي لا يصدر إلا من نفوس مريضة تحتاج إلى علاج نفسي. كل ذلك لأن الهلال سطّر أمجاده وبطولاته بالأرقام القياسية في حضرتهم، فضاقوا ذرعاً ولم تسعهم الدنيا بما رحبت. يريدون احتساب بطولات وهمية تعود إلى ما قبل تأسيس الدولة، وقبل تأسيس الاتحاد الرياضي، في أيام كانت الكرة مجرد لهو، والملاعب عبارة عن ساحات ترابية، وفريق "ألف" يلعب ضد فريق "باء"، والفائز يعتبرونه فريقهم المفضل.
أيها السادة البكاؤون، المتذمرون من أن الهلال هو البطل الأكبر قدراً ومكانة بإنجازاته المشهودة، الأصغر سناً مقارنة بمعظم الأندية الأخرى في المنطقة العربية، ولد عملاقاً وتربع على القمة، بينما البقية يتناوبون فترات الغياب والحضور. إليكم شيئاً من الحقائق الدامغة التي ستخرسكم وتوقف هذا الصراخ والعويل:
تأسس الاتحاد السعودي لكرة القدم في مستهل الموسم الرياضي 1956/1957.
لا تنسوا أنه لا تُعتد بأي بطولة في عالم كرة القدم إلا إذا كانت تحت مظلة اتحاد رياضي معترف به دولياً. غاب النصر عن منصات التتويج بلقب الدوري منذ الموسم الرياضي 1956/1957 (عام تأسيس الاتحاد الرياضي السعودي) حتى موسم 1973/1974، ثم عاود الغياب مجدداً من موسم 1996/1997 حتى موسم 2012/2013.
أي أنه غاب ما يقارب (35) عاماً على فترتين متباعدتين.
وغاب نادي الشباب عن تحقيق لقب الدوري منذ الموسم الرياضي 1957/1958 حتى عاد بقوة ليحرزه في موسم 1990/1991، أي أنه غاب فترة طويلة تقدر بـ (34 عاماً) متتالية.
وغاب النادي الأهلي عن الفوز بالدوري منذ الموسم الرياضي 1983/1984 حتى الموسم الرياضي 2014/2015، أي أنه غاب قرابة (30) عاماً متتالية.
في المقابل، غاب الاتحاد عن تحقيق اللقب منذ الموسم الرياضي 1968/1969 حتى الموسم الرياضي 1995/1996، أي أنه غاب مدة تقدر بـ (28) عاماً متتالية.
مع العلم أنه حقق بطولة موسم 1981/1982، والتي أُلغيت لاحقاً، بسبب دمج أندية الدرجة الأولى وعدم مشاركة لاعبي المنتخب الوطني.
عمر الاتحاد السعودي يناهز الـ 60 عاماً.
الهلال حقق بطولة الدوري 13 مرة، أي بمعدل مرة واحدة كل أربع سنوات ونصف تقريباً.
الاتحاد نال اللقب سبع مرات، أي بمعدل مرة واحدة كل 10 سنوات تقريباً.
النصر حقق اللقب سبع مرات، بمعدل مرة واحدة كل 10 سنوات تقريباً.
الشباب توج باللقب ست مرات، أي بمعدل مرة واحدة كل 10 سنوات تقريباً.
الأهلي ظفر باللقب ثلاث مرات، أي بمعدل مرة واحدة كل 20 سنة. ومع ذلك، يذكر بعض إعلامييه زعامته لأندية السعودية، وربما يقصدون زعامته في كرة اليد، والتي يتنافس فيها مع أندية الخليج والنور على الألقاب.
عندما بدأ ما يسمى بدوري كأس خادم الحرمين الشريفين (نظام المربع الذهبي) خلال الموسم الرياضي 1990/1991، واستمر حتى موسم 2006/2007 (17) موسماً رياضياً، إليكم نبذة موجزة عمن تصدر الدوري ومن أحرز اللقب:
النصر: عدد مرات تصدر الدوري (صفر)، وعدد مرات الفوز بالبطولة (2). الأولى كانت أمام الرياض، وسجل لاعب الرياض هدفاً عكسياً برأسه من ضربة ركنية في مرمى فريقه، وكان النصر يحتل المركز الرابع في ترتيب الدوري.
والثانية كانت في مباراة الحكم عبدالله الناصر، التي شهدت أخطاء تحكيمية كارثية، وكان النصر يحتل المركز الرابع في الترتيب العام للدوري، ويعتمد على الهجمات المرتدة طوال مجريات المباراة.
الأهلي: عدد مرات تصدر الدوري (2)، وعدد مرات الفوز بالبطولة (صفر).
الهلال: تصدر الدوري (7) مرات، وفاز بالبطولة (4) مرات.
الشباب: تصدر الدوري (3) مرات، وفاز بالبطولة (5) مرات.
الاتحاد: تصدر الدوري (5) مرات، وفاز بالبطولة (7) مرات، وهو بطل تلك الفترة بجدارة واستحقاق، رغم المنافسة الشرسة من الهلال والشباب.
وقفة:
سأستعيد مقولة أسطورة الصحافة السعودية والعربية، الأستاذ القدير عثمان العمير، ولكن بصياغة مغايرة: إذا لم تروق لكم الحقائق الساطعة، فلتشربوا من البحر!